«أبوظبي للسياحة والثقافة» تواصل سلسلة «رواد المشرق العربي»

«أبوظبي للسياحة والثقافة» تواصل سلسلة «رواد المشرق العربي»

«أبوظبي للسياحة والثقافة» تواصل سلسلة «رواد المشرق العربي»
«أبوظبي للسياحة والثقافة» تواصل سلسلة «رواد المشرق العربي»

 

 

أصدرت «دار الكتب الوطنية» التابعة لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مجموعة من الكتب الجديدة ضمن سلسلة «رواد المشرق العربي»، وهي: مدينة في الرمال، رحلات المغامر العربي، وأسفار السير جون. وفي هذا الكتاب تروي الآثارية البريطانية «ماري تشب» قصة اكتشاف حاضرة إشنونا السومرية التابعة لحضارة أوروك في أواسط العراق في ما يعرف الآن بمحافظة ديالي. وتمت البعثة تحت إشراف المعهد الشرقي التابع لجامعة شيكاغو بدءاً من عام ،1929 ودامت ست سنوات بقيادة نخبة رفيعة من علماء الآثار والنقوش واللغات القديمة، وكانت لجهودها العلمية نتائج باهرة لقيت كل اهتمام من المؤسسات العلمية ما قبل الحرب العالمية الثانية. وتخبرنا ماري بأسلوب ممتع وتفاعلي حافل بالمشاعر الشخصية أنباء العثور على الكثير من اللقى الأثرية، من التماثيل والنقوش القديمة التي أسهمت في جلاء وجه عالم الشرق الأدنى القديم.

ويضم الكاتب الروائي البريطاني ستانتون هوب في كتاب «رحلات المغامر العربي.. الحاج عبدالله وليمسون المسلماني» قصة غريبة لرجل إنجليزي هو وليم ريتشارد وليمسون ـ توفي عام 1958 ـ الذي بات يعرف بالحاج عبدالله فضل المسلماني، طوّحت به الأقدار شرقاً وغرباً، وتناقلته المغامرات والمخاطر حتى درس الإسلام وارتضاه دينا فنطق بالشهادتين وحطت به الرحال في جنوبي جزيرة العرب، ويتجلى في هذه القصة عمق إيمان وأصالة وكرم أبناء منطقة الخليج العربي، ما كان دافعاً ومحفزاً لهذا الشاب البريطاني لكي يترك وطنه إنجلترا ليعيش حياة الأصالة والبساطة، ويختار أن يصبح عربياً مسلماً بعقله وروحه وإيمانه ولغته وأدق تفاصيل حياته.

أما أشهر وأظرف رحّالة القرن الـ،14 جون ماندفيل، فقد وضع كتاباً عن رحلاته بعنوان «أسفار السّير جون ماندفيل ورحلاته»، وقدّمت «أبوظبي للثقافة» الترجمة الأولى والكاملة له .2012 وقد عاصر ماندفيل الرحالة الشهير ماركو بولو من البندقية، وابن بطوطة الطنجي. شغلت أسفاره ورواياته اهتمام معاصريه على نطاق واسع، ففيها أوصاف لبلاد الشرق التي زارها: سورية ومصر والعراق وفلسطين، وبقية أقطار العالم القديم في أوروبا وإفريقيا وآسيا وصولاً إلى الصين، وهو يذكر في كتابه أساطير عجيبة وأصنافاً غريبة من البشر يزعم أنه رآها، لكن ليس لها وجود بالطبع، ويبدأ ماندفيل كتابه بذكر الطريق من الغرب إلى القسطنطينية، ماراً بألمانيا وهنغاريا وبلغاريا، ثم ينقلنا إلى القدس بطريقين: البري مخترقاً آسيا الصغرى، والبحري ومراكزه رودس وقبرص إلى صور. ثم يتناول الطرق الموصلة من سورية إلى مصر، ويحدثنا عن المدن المصرية وعادات السكان وأخلاقهم، وقوة المماليك الحربية. وفي الكتاب وصف ممتع لدمشق التي زارها، كما يقول، أثناء حكم دولة المماليك البحرية، كما يبدو بعد أيام السلطان الناصر محمد بن قلاوون بقليل.

وترى الهيئة أنه باستعراض تاريخ الحركة العلمية بنشر التراث العربي المخطوط، الذي يصل مجموعه إلى قرابة ثلاثة ملايين مخطوطة في مكتبات الشرق والغرب، نجد أن جامعاتنا ومعاهدنا العلمية ومؤسساتنا الثقافية على امتداد الوطن العربي، أسهمت بنصيب وافر في خدمة هذا التراث ونشر أصوله، خصوصاً خلال القرن الـ .20 فتألفت من خلال ذلك مكتبة تراثية عريقة ثمينة وواسعة للغاية، حفظت تراث لغتنا العربية في مجالات شتى، منها على وجه المثال: الأدب العربي، الشعر، النحو، الحديث الشريف، الفقه، التاريخ، الفلسفة والفكر الإنساني، الفنون، وسائر العلوم عند العرب من فلك وطب وهندسة ورياضيات وصيدلة وكيمياء. ومنها أيضا الأدب الجغرافي العربي وأدب الرحلات.