أصدرت كونسيومر ربورتس مجموعة تقييم المنتجات الاستهلاكية التي سبق أن انتقدت هاتف آي.فون 4 بسبب مشاكل في هوائي الاستقبال تقييما إيجابيا لأحدث هاتف ذكي من شركة أبل رغم تأكيدها على الشكاوى واسعة النطاق بشأن خدمة الخرائط الملحقة به.
وقالت المؤسسة التي حجبت في 2010 التوصية بهاتف آي.فون بسبب ضعف الاستقبال عند حمل الجهاز بطريقة معينة إن الاختبارات أكدت أن آي.فون 5 الجديد من أفضل الهواتف الذكية لكن وظيفة الخرائط لم ترق بوضوح إلى المستوى المطلوب.
وتعرض أحدث هاتف آي.فون من أبل – والمزود بشاشة مقاس أربع بوصات وإمكانية استخدام شبكات الجيل الرابع – لانتقادات بسبب أخطاء في خدمة الخرائط الجديدة التي طورتها أبل. وفي الأسبوع الماضي اعتذر تيم كوك الرئيس التنفيذي للشركة ونصح المستخدمين بخدمات بديلة لشركة جوجل وآخرين.
وكتب مايك جيكاس في موقع كونسيومر ربورتس على الانترنت يوم الجمعة “رغم الانتقادات واسعة النطاق فإن تطبيق الخرائط الجديد لأبل يفي بالغرض وإن لم يصل إلى مستوى ما هو متاح بالمجان على هواتف أخرى كثيرة.”
وقال “بما أن أبل اعتذرت في الآونة الأخيرة ووعدت بإصلاح مشاكل الخرائط تلك فإننا نتوقع أن يتحسن تطبيق الخرائط مع الوقت.”
وبدأ عملاق الالكترونيات الاستهلاكية بيع أحدث هواتفه الذكية الشهر الماضي. وفاقت المبيعات الخمسة ملايين وحدة في الأيام الثلاثة الأولى وعجزت المتاجر عن مواكبة الطلب الذي تجاوز التوقعات.
طرحت شركة «سامسونغ الخليج للإلكترونيات»، أمس، هاتفها الذكي الجديد «غالكسي نوت 2»، الذي من المتوقع أن يسهم في زيادة مبيعات الهواتف الذكية للشركة، ويزيد حصصها السوقية خلال الفترة المقبلة ضمن أسواق المنطقة، بحسب المدير العام لمجموعة الاتصالات في الشركة، أشرف فواخرجي.
وأشار فواخرجي إلى أن «الشركة استأثرت بحصة قدرها 40٪ من سوق الهواتف في الدولة خلال النصف الأول من العام الجاري، وبحصة بلغت 46٪ في أسواق الخليج، باستثناء السعودية».
وأضاف أن «الشركة وفرت الهاتف الجديد حالياً في الأسواق بسعر 2700 درهم لسعة تخزين 16 غيغابايت»، موضحاً أن «الشركة تتوقع مضاعفة مبيعاتها مع نهاية العام الجاري في الخليج، إذ تشير الدراسات إلى أن الهواتف الذكية ستسيطر على 60٪ من إجمالي سوق الهواتف في الخليج مع نهاية العام الجاري». ويتمتع «غالكسي نوت 2» بشاشة عالية الوضوح نوع «سوبر أموليد» قياس 5.5 بوصات، وميزة «أير فيو» للعرض الشامل، وميزة «بوباب نوت» لتدوين الملاحظات عبر النافذة المنبثقة، وميزة قلم «إس بين» المتطورة، ومعالج رباعي النواة بسرعة 1.6 غيغاهيرتز، ونظام التشغيل «آندرويد 4.1» (جيلي بين)، إضافة إلى بطارية أكثر قدرة.
ولفت فواخرجي إلى أن «الشركة باعت حتى الشهر الماضي 20 مليون جهاز من هواتف (غالكسي إس 3) عالمياً، فيما باعت 10 ملايين جهاز من هاتف (نوت 1) منذ إطلاقه في نوفمبر الماضي».
الدفع دون تلامس عبر الهاتف الذكي يعد «التطبيق الخطير» لتقنية المجال القريب.
يشهد العصر الحديث ظهور تقنيات جديدة تهدف إلى تيسير سُبل الحياة على الإنسان، ومنها تقنية اتصالات المجال القريب (NFC)، التي تعد بمثابة ثورة في عالم الاتصالات، حيث يمكن استخدامها مثلاً لتوصيل الهاتف الذكي بتجهيزة التحدث الحر في السيارة أوتوماتيكياً، أو لتفعيل الوضع الصامت أو المنبه الموجود على الطاولة بجانب السرير أوتوماتيكياً.
أمان
لدواعي الأمان ينصح الخبراء المستخدم الذي سيحصل مستقبلاً على بطاقة ائتمان مزودة بتقنية (NFC) بضرورة وضعها في غلاف من المعدن أو لف البطاقة في رقائق الألمنيوم، حتى يمنع محاولات القراءة المحتملة. أما بالنسبة للهواتف الذكية المزودة بملصق NFC فإن هذه الوسائل ليست عملية بكل تأكيد.
وكل ما يتطلبه الأمر وجود علامة أو ملصق خاص بتقنية اتصالات المجال القريب، الذي يقوم بتنفيذ الإجراءات عندما يتم وضع الهاتف الذكي أمامه.
ولكن لايزال هناك عدد كبير من الهواتف الذكية والخدمات لا تدعم تقنية بهذه التقنية لأن معظم الشركات ومقدمي خدمات الاتصالات الجوالة والبنوك تعتمد على استراتيجيتها الخاصة في ما يتعلق بالمعايير والتوافق والعروض، فضلاً عن أن هذه الشركات تلجأ إلى التعاون في ما بينها على فترات متقطعة فقط.
وأوضح مارك أوليفر رييه، من مركز اتصالات المجال القريب في جامعة هانوفر الألمانية، قائلاً «ينتشر موضوع تقنية اتصالات المجال القريب في وسائل الإعلام منذ سنوات. ولكن في واقع الأمر لم تشهد هذه التقنية تطوراً كبيراً».
ولا يوجد سوى عدد قليل من التطبيقات التي تم تطويرها للاستخدام مع هذه التقنية في الحياة العملية، منها ما يُعرف باسم علامات أو ملصقات تقنية (NFC). وتتكلف هذه التطبيقات بضعة دولارات ويمكن برمجتها عبر الهاتف الذكي. ويتمكن المستخدم حالياً من استعمال الهواتف الذكية المزودة بتقنية (NFC) ونظام تشغيل «غوغل أندرويد 4.0» أو الإصدارات الأعلى في تبادل البيانات مثل معلومات جهات الاتصال والصور والموسيقى، عندما يتم وضع الهواتف بجانب بعضها بعضا لفترة قصيرة، إضافة إلى ذلك تعول الشركات على تقنية اتصالات المجال القريب، حتى يتم اقتران الهواتف الذكية بالملحقات التكميلية بصورة أسرع، مثل سماعة الرأس بلوتوث أو وصلة المهايأة بلوتوث التي يتم استعمالها لنقل الموسيقى إلى الهاتف الذكي أو أحد الأجهزة الصوتية.
أفكار مبتكرة
أضاف الخبير الألماني مارك أوليفر رييه، أن هناك العديد من الأفكار المبتكرة للتطبيقات التي يمكن استخدام تقنية (NFC) فيها، حيث يمكن لتقنية اتصالات المجال القريب أن تجعل «البيئة أكثر ذكاءً بعض الشيء»، فعلى سبيل المثال يمكن وضع علامات (NFC) على الأرضية بحيث يتم إجراء نداء استغاثة أوتوماتيكياً بمجرد أن يسقط أحد الأشخاص المعاقين على الأرض في مسكنه.
وهناك العديد من التجهيزات التي ترتبط برقاقة تقنية (NFC) مثل وحدة الإرسال والاستقبال (ملصقات لاسلكية)، التي يتم استخدامها مثلاً في الخدمات اللوجستية، كذلك البطاقات الذكية، التي يتم استعمالها بالفعل لغلق وفتح السيارة. وبالتالي فإنه يمكن استخدام الهاتف الذكي المزود بتقنية (NFC) مستقبلاً كمفتاح للسيارة أو بمثابة بطاقة مكتبة، بحيث يتمكن المستخدم من استعارة الكتب بسرعة من خلال وضع الهاتف الذكي لوهلة قصيرة أمام أحد الأجهزة الطرفية.
التطبيق الخطير
وفقاً لتقديرات الخبراء فإن عمليات الدفع من دون تلامس عن طريق الهاتف الذكي تعتبر هي «التطبيق الخطير» لتقنية اتصالات المجال القريب (NFC)، لكن لا يتوافر حتى الآن سوى بطاقات ائتمان مزودة برقاقة (NFC)، وكذلك بطاقات ائتمان يتم معها إصدار ملصق (NFC) بشكل إضافي لكي يتم وضعه على الهاتف.
وتبعاً للشركة المقدمة للخدمة يمكن دفع مبالغ تراوح بين 20 أو 25 دولاراً أميركياً، عن طريق وضع بطاقة (NFC) أو الهاتف الذكي المزود بالملصق، كما يتطلب الأمر بدءاً من المبالغ الأكبر إدخال كود PIN أو التوقيع على الايصال.
تأمين البيانات
على الجانب الآخر تظل مسألة تأمين البيانات بتقنية اتصالات المجال القريب مثيرة للجدل، حيث أعرب كثيرٌ من المستهلكين عن قلقهم البالغ إزاء التقارير التي تتحدث بشأن إرسال بيانات العملاء بشكل غير مُشفر من بطاقات الائتمان (NFC) الجديدة إلى الأجهزة الطرفية الموجودة في المتاجر. وتستغرب كارين توماس مارتن، خبيرة الاتصالات في مركز حماية المستهلك بمدينة شتوتغارت، هذا الوضع بقولها «بصراحة نحن قلقون جداً من أن يتم نقل بيانات الحساب بشكل غير مشفر»، موضحة أن حلول تقنية (NFC) ليست مُؤمنة ضد التزوير.
وتؤكد أخصائية الكمبيوتر دوروتيه فيغاند، أنه لا يتم نقل سوى البيانات التي تظهر على بطاقة الائتمان، وتقول «هذه البيانات يراها أي نادل في مطعم». ولكن بشكل أساسي يمكن الوصول إلى هذه البيانات عن طريق قارئ البطاقات، وهو ما ينطوي في حد ذاته على بعض المخاطر.
ولذلك تأمل خبيرة حماية المستهلك الألمانية كارين توماس مارتن، أن تقوم الشركات بتحسين أنظمة السداد الحالية والمستقبلية التي تعتمد على تقنية اتصالات المجال القريب. وتقول «يجب على الشركات أن تضمن جوانب الأمان في هذه التقنية، فإذا تم نسخ البيانات بشكل غير قانوني أثناء عملية النقل، فلا يجوز أن يكون ذلك على حساب العملاء، بما يعرضهم لأضرار».
ولا ينزعج الخبير الألماني مارك أوليفر رييه كثيراً بشأن جوانب تأمين نقل البيانات بتقنية (NFC)، موضحاً «تمتاز تقنية اتصالات المجال القريب بأنها آمنة نسبياً، لأن مسافة الاتصال اللاسلكي الممكنة تبلغ سنتيمترات قليلة فقط، وهذا ما يُصعب من عملية سرقة البيانات، حيث يجب الاقتراب بدرجة كافية لقراءة البيانات على الهاتف الذكي».
ولايزال هناك العديد من الموضوعات التي لم تحسم بعد في تقنية (NFC)، حيث لا يقتصر الأمر على جوانب الأمان فقط.
وأوضح مارك أوليفر رييه، أنه لم يتم توحيد معيار تقنية اتصالات المجال القريب، لذلك فإنه ينصح المستخدمين بالانتظار حتى تكتمل عمليات التطوير، كي لا يحصل المستخدم في النهاية على هاتف ذكي مزود برقاقة (NFC) غير متوافقة مع نظام السداد الخاص بشركة خدمات الاتصالات الهاتفية، أو البنك الذي يتعامل معه.