‬52 دولة تطلب من مجلس الأمن إحــالة سورية إلى «الجنائية الدولية»

مقاتلو المعارضة يهاجمون مطاري منغ والنيرب العسكريين في حلب.. ومعارك وقصف بريف دمــشق

‬52 دولة تطلب من مجلس الأمن إحــالة سورية إلى «الجنائية الدولية»

 

جنود سوريون يتجولون في حي خان الحرير بحلب بعد أن قصفته القوات النظامية.
جنود سوريون يتجولون في حي خان الحرير بحلب بعد أن قصفته القوات النظامية.

 

أعلنت سويسرا، أمس، أنها سترسل غداً، الى مجلس الأمن الدولي عريضة وقعها ‬52 بلداً تطالب بإحالة شكوى الى المحكمة الجنائية الدولية حول الجرائم المرتكبة في سوريـة.

فيما هاجم مقاتلو المعارضة السورية، أمس، مطاري منغ والنيرب العسكريين بمحافظة حلب شمال البلاد، واشتبكوا مع القوات النظامية في مسعى من المعارضة للسيطرة على المطارين، غداة سيطرتهم على مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب. بينما قصفت القوات النظامية مناطق في ريف العاصمة دمشق بالتزامن مع اندلاع معارك عنيفة مع الجيش السوري الحر.

وأكدت وزيرة الخارجية السويسرية ديدييه بورخالتر في مقابلة مع شبكة التلفزيون الرسمية «تي.اس.آر»، ان سويسرا سترسل غداً الى مجلس الامن عريضة وقعها ‬52 بلداً تطالب بإحالة شكوى الى المحكمة الجنائية الدولية حول الجرائم المرتكبة في سورية.

وقالت إن «جرائم حرب خطرة ترتكب في سورية، ويجب القيام بما من شأنه أن يحول دون مرورها بغير عقاب».

وأضافت «اننا نقدم اقتراحاً، وعلى مجلس الامن ان يقرر الآن»، مشيرة الى أنه يمكنه ان يوقفها أو يتابعها.

ولأن سورية لم تشارك في إنشاء المحكمة الجنائية الدولية، فلابد من تدخل مجلس الأمن لإحالة الشكوى الى المحكمة. ويحتج بعض البلدان بالقول إن قراراً من هذا النوع يعطي الرئيس بشار الأسد سببا اضافيا حتى لا يتنحى عن السلطة.

ودعت أربعة بلدان اعضاء في الاتحاد الاوروبي، هي النمسا والدنمارك وايرلندا وسلوفينيا، الى رفع المسألة الى المحكمة الجنائية في رسالة نشرتها، أول من أمس، وزارة الخارجية النمساوية.

وكتب وزراء خارجية النمسا والدنمارك وايرلندا وسلوفينيا في هذه الرسالة، أن «جرائم رهيبة قد ارتكبت حتى الآن خلال النزاع في سورية، لكن لم يحاسب مرتكبوها»، حتى هذه اللحظة. ودعت الرسالة مجلس الامن الدولي إلى «رفع مسألة الوضع في سورية بصورة عاجلة الى المحكمة الجنائية الدولية».

ومنذ اندلاع النزاع في سورية في مارس ‬2011، قتل أكثر من ‬60 ألف شخص ولجأ نحو ‬600 ألف سوري الى البلدان المجاورة، بحسب الأمم المتحدة.

وفي القاهرة، أجرى وزير الخارجية المصري محمد عمرو، أمس، اتصالاً هاتفياً بوزيري خارجية السعودية الأمير سعود الفيصل والأردن ناصر جودة.

وقال نائب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار نزيه النجاري، إن مباحثات عمرو مع نظيريه السعودي والأردني تناولت الموقف من الأزمة السورية، وسبل التقدم نحو إيجاد الحلول لها، وتطورات الوضع على الساحة الفلسطينية بمختلف أبعادها.

وأضاف أن المباحثات جاءت في إطار الإعداد لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية، الذي يعقد اليوم في القاهرة.

على الصعيد الميداني، قال نشطاء إن قوات المعارضة السورية تسعى للسيطرة على مطاري منغ والنيرب العسكريين في محافظة حلب شمال البلاد.

وقال القيادي في الجيش السوري الحر أبوعمر الحلبي، أمس «هناك قتال شديد يدور الآن بين قوات المعارضة وقوات حكومية تحرس مطار منغ العسكري في ريف حلب، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف القوات الحكومية».

وأضاف أن الجيش السوري الحر استهدف، أمس، مطار النيرب العسكري في حلب.

وبسط مقاتلو المعارضة سيطرتهم، أول من أمس، على مطار تفتناز العسكري في محافظة إدلب شمال غرب البلاد، الذي كانت تستخدمه القوات النظامية لقصف معاقل المعارضة في المحافظة.

إلى ذلك، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان عمليات قصف ومعارك عنيفة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية سجلت في وقت مبكر، من صباح أمس، في ريف دمشق.

وقبيل فجر أمس، قتل طفلان ورجل في قصف للملحية جنوب غرب دمشق، كما قتل اثنان من مقاتلي المعارضة، بحسب المرصد.

وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لـ«فرانس برس»، إن «الطيران شن غارات غداة هجوم للكتائب الثائرة المقاتلة على مبنى أمني في المنطقة».

وأوضح ان هذه الغارات استهدفت مواقع تقع بين الملحية وجرمانا، الضاحية التي تقطنها أكثرية درزية ومسيحية، وهما أقليتان ينتمي إليهما قسم من مؤيدي النظام.

لكن ناشطة عرفت نفسها باسم «ماري» قالت، إن «أشخاصا من جرمانا اصيبوا في هذه الغارات الجوية، واليوم حتى أولئك الذين كانوا دوماً من مؤيدي النظام باتوا يقولون كفى».

من جهة أخرى، قال المرصد ان مدينة داريا وبلدة جديدة عرطوز بريف دمشق تتعرضان، منذ صباح أمس، للقصف من قبل القوات النظامية.

وتحدث عن اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية على أطراف مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق.

وقال ناشطون إن مؤرخاً ومدير دار نشر قتل أمس، في مخيم اليرموك بعد تعرضه للإصابة نتيجة استهدافه من قبل قناص تابع لقوات النظام السوري.

وأضافوا أن المؤرخ ومدير دار «الشجرة» للنشر غسان الشهابي، قتل إثر تعرضه لإصابات مباشرة نتيجة استهداف سيارته برصاص قناص في مخيم اليرموك.

وفي وسط البلاد، قتل أحد مقاتلي المعارضة في معارك في محافظة حمص، حيث أسفرت غارات جوية على مدينة الرستن عن سقوط قتلى وجرحى، بحسب المرصد. وفي دير الزور (شرق)، قتل رجل في قصف بالمدفعية، بحسب المرصد الذي أشار الى تحليق للطيران في سمــاء المدينة.