قائد فض اعتصام رابعة اللواء مدحت المنشاوي: غير صحيح ما يقال أننا قتلنا معتصمي ميدان رابعة

■ ما كواليس يوم ١٤ أغسطس ومتى وصلت القوات إلى «رابعة والنهضة»؟

– في الحقيقة هذا اليوم كان عصيبا، بعد أن أصبح ميدانى «رابعة والنهضة» بؤرة إرهابية تستوجب التعامل الأمنى، لكن الحكومة في هذا الوقت حاولت فض الاعتصامين المسلحين من خلال المفاوضات أكثر من مرة، لحماية المواطنين الذين غررت بهم جماعة الإخوان باسم الدين، وكان الهدف من الاجتماعات المكثفة هى فض الاعتصامين بأقل الخسائر من خلال مراجعة كل الخطط الأمنية ومراحلها المختلفة، وكان تجهيز القوات وتوفير المعدات واختيار المعسكرات التى تخرج منها القوات وتأمينها هو العامل الأساسي في الخطة، وتم الدفع بالقوات في التوقيت المحدد، ونحجت في السيطرة على الاعتصام في النهضة في ٨ ساعات، بينما استمر فض اعتصام رابعة من ٦ صباحاً حتى ٩ مساء.

■ ماذا عن مراحل الخطة الأمنية في عملية الفض؟

– خطتنا كان تهدف إلى تجهيز القوات بالقدر الكافي وتوفير ممرات آمنة لخروج المعتصمين والتأكد من جاهزية الارتكازات الأمنية في محيطهما وتأمين القوات، وعقب فشل جميع المحاولات السلمية لإنهاء الاعتصام، كان يجب إبداء النصح والإرشاد، وإطلاق التحذيرات الرسمية من مجلس الوزراء، إلى أن جاء التكليف الرسمي بالفض وكان هناك تنسيق واضح بين جهات الدولة، وهدف الضباط هو تقليل الخسائر مهما كانت الظروف، وبمجرد اقتراب القوات من رابعة بدأ الإخوان فى إطلاق الرصاص على القوات.

■ لماذا لم يحدث تفاوض مع المعتصمين قبل استخدام القوة؟

– الدولة سلكت جميع الطرق قبل الفض وكانت هناك العديد من المساعي للإنهاء سلمياً، ومجلس الوزراء وجه أكثر من ١٥ نداء وسمح بدخول منظمات دولية حقوقية، إلا أن الإخوان رفضوا ذلك وكانوا يسعون إلى جر البلاد إلى حالة حرب وكان لديهم تصميم على إراقة أكبر قدر من دماء المواطنين، والدولة سمحت إلى وفد الاتحاد الأوروبي بالدخول والحديث مع عدد من المعتصمين، وكل هذه المحاولات انتهت بالفشل.

■ ولكن أنتم متهمون بقتل معتصمى رابعة أثناء عملية الفض.. فما ردك؟

– هذا كلام غير صحيح، وتعليمات الوزارة كانت واضحة لجميع الضباط بضبط النفس والاستخدام التدريجي للقوة، ومع ذلك سقط من العمليات الخاصة ٣ شهداء وهم: شادى مجدي، محمد سمير ومحمد جودة، وكان ذلك فى أول ١٠ دقائق، جراء إطلاق النيران من أعلى أسطح العمارات، وأصيب ٢١ ضابطاً وفردا بإصابات متنوعة، الإخوان باغتونا بإطلاق النيران بالبنادق الآلية وبنادق القنص، رغم التحذيرات ورغم استخدام الغاز أولاً، واحتموا بالمئات من الأبرياء، وبدأنا فى التعامل بعد أن استنفدنا كل الطرق لتحييد مطلقي النيران، حتى نستطيع إجلاء الناس من الجامع والمستشفى، وفوجئنا مرة أخرى بالنيران والخرطوش والأنابيب تنفجر فى وجوهنا، وفي نهاية فض الاعتصام بلغ عدد الشهداء ٥ ضباط.

■ بماذا تفسر ارتفاع عدد القتلى أثناء عملية فض الاعتصام؟

– وزارة الصحة أصدرت بياناً نهائياً بخصوص قتلى «رابعة»، أذكر أنه عقب اقتحامنا المستشفى ألقينا القبض على بعض الناس، وفوجئنا بعشرات الجثث المكفنة، ورائحتها تشير إلى أنه تم تكفينها فى وقت سابق قبل الفض ووجدنا بعدد من الجثث آثار تعذيب ظاهرية، واستجوبنا الممرضين والممرضات وأفادونا بأن الجثث متواجدة منذ يومين و٣ أيام، وفى اليوم التالي، أخذت جماعة الإخوان الجثث إلى أحد المساجد بشارع مكرم عبيد، وأخرجنا الجثث بعد أن تعاملنا معهم، وفوجئنا أنها لنفس الجثث فى المستشفى، كانت حوالي ٨٠ جثة.

■ هل ترى أن أجهزة الأمن نجحت فى الفض؟

– لو هناك تقييم فعلاً، نحن نجحنا في فض الاعتصام بأقل قدر من الخسائر، وتخلصنا من تلك البؤرة الإجرامية، وكذلك نجحنا في أحداث ميدان «النهضة» وكرداسة بالجيزة، ودلجا بالمنيا، ولو لم تنجح لتحولت كل بؤرة من تلك إلى إمارات إسلامية كل على حدة، يحكمونها بالسلاح، وشاعت الفوضى وانتقلت العدوى إلى مناطق أخرى وتم تقسيم البلاد وتفتيت الدولة، وشراسة تلك البؤر كانت واضحة فى إصابات الضباط وإتلاف الممتلكات.

■ هل كان هناك قناصة على أسطح المنازل المجاورة لمنع الشرطة من الاقتحام؟

– نعم، أطلق قناصة الرصاص علينا بالفعل والإخوان حرضوا الشباب على الشرطة فكانوا يملأون رؤوسهم بخرافات مثل نزول سيدنا جبريل في رابعة، وأن النبى صلى الله عليه وسلم قدم محمد مرسي عليه فى الصلاة، فما كان يقال فى رابعة العدوية مكانه الطبيعي القول فى مستشفى الصحة النفسية في العباسية لأن «اللى قايل مجنون والمستمع برده مجنون»، وكانت هناك ضرورة لعزل الإخوان عن الشعب خوفا من انتشار العدوى.

المصدر: المصري اليوم