«بعد الموقعة» في دور العرض قبـل «أبوظبي السينمائي»

مشاهدون منحوه 4 درجات من 10

«بعد الموقعة» في دور العرض قبـل «أبوظبي السينمائي»

فيلم «بعد الموقعة» يثير انقســـاماً بين صفوف مشاهديه في دور السينما المحلية.
فيلم «بعد الموقعة» يثير انقســـاماً بين صفوف مشاهديه في دور السينما المحلية.

فيلم «بعد الموقعة» يعرض حالياً في دور السينما المحلية، قبل عرضه في الدورة المقبلة لمهرجان أبوظبي السينمائي التي تفتتح في 11 أكتوبر الجاري، وهو مرشح لجائزة «اللؤلؤة السوداء» ضمن مسابقات الأفلام الطويلة في مهرجان أبوظبي السينمائي. ولم يحقق الفيلم أي نتيجة في مهرجان كان السينمائي الماضي.

نقد غربي

المجلة البريطانية «سكرين إنترناشيونال» استعانت بـ10 نقاد أجانب من بريطانيا، وأستراليا، وألمانيا، وأميركا والدنمارك، خمسة من هؤلاء النقاد أعطوا الفيلم نجمة واحدة فقط، والخمسة الآخرون أعطوه نجمتين، فمتوسط التقييم هو نجمة ونصف، وهو الأقل بين أفلام المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي، التي بلغت ثلاثة حتى نهاية اليوم الثاني من المهرجان. المجلة الفرنسية «الفيلم الفرنسي» استعانت في جدولها ب15 ناقداً فرنسياً من الصحف والمجلات الفرنسية الرئيسة، سبعة من هؤلاء النقاد أعطوا «بعد الموقعة» نجمة واحدة، وستة نقاد أعطوه نجمتين، وناقد واحد أعطاه وجهاً حزيناً، بما يعني أنه رديء.

«بعد الموقعة» للمخرج يسري نصرالله أدى إلى انقسام ملحوظ بين صفوف متابعيه في دور السينما في الإمارات، فاعتبر البعض أن الفيلم يريد تبرئة أناس تلطخت أيديهم بالدم أثناء ثورة 25 يناير في مصر، والبعض الآخر قال إنها محاولة من المخرج للاقتراب من الحالة الإنسانية لنماذج خيالة الجمال، فيما أكد الأغلبية ان هذا الفيلم متسرع كغيره من الأفلام التي تناولت الثورة المصرية التي اطاحت بحكم الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، وآخرون تساءلوا: هل المجرم ضحية؟

الفيلم الذي يحكي عما أطلق عليه أثناء الثورة موقعة الجمل الشهيرة التي حدثت بالجمال والبغال والخيول في معركة تشبه معارك العصور الوسطى، قام بها موالون للحزب الوطني الحاكم، آنذاك، في الثاني من فبراير ،2011 للانقضاض على المتظاهرين في ميدان التحرير في القاهرة أثناء ثورة 25 يناير، وذلك لإرغامهم على إخلاء الميدان حيث كانوا يعتصمون، ضمن قصة أحد هؤلاء الموالين، في أحداث يراد منها الغفران على ما يبدو وإعطاء المخطئ فرصة ثانية للاندماج في الوضع الجديد في مصر.

الفيلم من بطولة باسم سمرة ومنة شلبي وفرح، ومنحه مشاهدون في دور السينما الإماراتية أربع درجات.

صدمة

تبدأ أحداث الفيلم بعد موقعة الجمل، حيث اعتمد المخرج في صور الموقعة على آلية «فلاش باك» (العودة إلى الوراء) عبر تسجيلات مصورة تم عرضها على «يوتيوب» والقنوات الاخبارية، تظهر علاقة الحب واضحة بين إحدى الثائرات في ميدان التحرير (ريم) واحد الخيالة الذين هجموا على المتظاهرين في الميدان، وتبدأ الحكاية من خلالها، وهي الفتاة التي تعمل في مجال الإعلانات، لكنها كغيرها وجدت نفسها في الميدان تهتف لإسقاط النظام، وتحولت الى ناشطة سياسية تريد دمل الجراح بين الشعب الواحد، والحب وحده حسبها هو القادر على ذلك، فتلتقي محمود أحد الجمالة.

يقول فادي أيوب (32 عاماً) إن «الفيلم يراد منه إعطاء فرصة للفلول بالاندماج مرة أخرى في الحياة الجديدة في مصر»، مضيفاً أن «فكرة الفيلم نبيلة وتدعو الى التسامح، لكن هذا لا يبرر للمخرج التركيز على لقطات تظهر الثوار وهم يحتسون الخمر، والإسلاميين وهم يتحرشون بالنساء في الميدان»، مؤكداً «شعرت برسالة ليست بريئة يريد المخرج إيصالها للمشاهد»، مانحاً الفيلم أربع درجات.

في المقابل، تقول شيرين سمير (40 عاماً) «أنا في حالة صدمة فعلاً»، موضحة سبب صدمتها «مخرج فيلم (باب الشمس) يريد من المشاهد أن يتسامح مع القاتل».

وأضافت أن «الفقر والجوع والمذلة، هي التي جعلت الناس ينزلون الى ميدان التحرير وبقية ميادين وساحات وشوارع مصر، وهي فرصة لا تتكرر لكل من يقول إن الفقر هو الذي أجبره على أن يكون مأجوراً»، مؤكدة «للأسف كنت أتوقع مشاهدة فيلم يحكي الحقيقة من دون مبررات أصبحت واهية في زمن الثورات»، مانحة الفيلم علامة صفر.

وتتساءل رؤى الإمام (36 عاماً) «متى كان المجرم ضحية؟»، وتضيف بسؤال آخر «هل نستطيع أن نقول إن الرئيس السوري بشار الأسد الذي يقتل شعبه ضحية؟ ما معنى ضحية؟»، مؤكدة أن «الفيلم أراد أن يعطي مساحة للتسامح، لكن ليس مع القتلة، وليس مع حجة الفقر الشماعة التي يعلق عليها قليلو الحيلة جرائمهم»، رافضة إعطاء أي نتيجة.

ويقول محمد يسري (27 عاماً) إن «موقعة الجمل التي حدثت من قبل أصحاب الخيول والجمال في نزلة السمّان في القاهرة، الذين يعتمدون في تجارتهم على السائحين تم إغواؤهم بالنقود من قبل اتباع النظام السابق، بأن كل من يكون في ميدان التحرير هو عدو لرزقهم، فهبوا للبلطجة ضد أبناء شعبهم».

ويضيف «في النهاية تلوثت أيديهم بالدم، ولم يفكر واحد منهم في أن يسأل أي فرد في الميدان عن سبب وجوده هناك، وهذا بحد ذاته يجرمهم، ولا يجوز أنسنة وضعهم، كما فعل يسري نصرالله»، مانحاً الفيلم ثلاث درجات «لأن الاخراج كله لم يعجبني، وإقحام علاقة الحب كان مبالغاً فيه».

بعد الموقعة

يركز الفيلم من خلال محمود، وهو أحد خيالة أو جمّالة نزلة السمّان، ما الذي تغير في حياته بعد الموقعة، ونظرة الثوار إليه، وعدم السلام عليه من قبل الجيران الذين نبذوه اجتماعياً، وكيف استطاعت إحدى الثائرات أن تغير حياته، حين أكدت له أن من في الميدان يهتفون من أجل لقمة العيش والحرية والكرامة.

غسان غازي (26 عاماً) يقول «تتعدى فكرة الفيلم إمكانية تحويل بلطجي الى ثائر آفاق خيالية أكبر، وهي العلاقة التي نمت بين محمود وريم»، موضحاً أن المصريين والزائرين لمصر يعرفون تماماً ما هي نزلة السمّان، ووضع ريم الاجتماعي المنحدر من طبقة غنية لا يمكن أن يندمج مع هذه المنطقة تحديداً.

ويضيف «أرى أن المخرج لا يعرف ما يريد تحديداً، فهو يريد قلب موازين الكون في ساعتين تقريباً هي مدة الفيلم»، ومنح الفيلم درجة صفر.

مأزق عاطفي

الناقد السينمائي أحمد العمري، في مقالته في موقع «عين على السينما» يقول عن هذه العلاقة بين ريم ومحمود «مأزق العلاقة العاطفية بين ريم ومحمود، رغم التناقض الطبقي الكبير بينهما، يتم حله بعد أن تتجه ريم إلى الاهتمام بفاطمة زوجة محمود وولديه، لكن الفيلم هنا تحديداً ينحرف عن مساره الطبيعي لكي يدخلنا في متاهة الحديث عن التعليم ومشكلة هروب التلاميذ من التعليم الابتدائي وتدني مستوى العلاقة بين التلاميذ والمعلمين، وما قد يتعرض له التلميذ من اعتداءات من جانب زملائه في الفصل من دون رادع، وكثير من القضايا الفرعية الأخرى. لعل مما ينقذ هذا الجزء من الفيلم تحديداً الانتقال الى وصف آخر للعلاقة الاقطاعية بين أبناء نزلة السمان ومن يعتبرونهم كبارهم أو الكبار من رجال الأعمال الذين يتولون حمايتهم تماماً على طريقة الأب الروحي في المافيا».

بدورها تقول زينب علي محمد (33 عاما) إن «الثائرة تحب رجلاً متزوجاً ولديه أطفال، ويبدأ الفيلم بلعبة ساخنة بينهما لا علاقة لها بتفاصيل الأحداث سوى اقحام مخيلة المخرج الغريبة في واقع عاشه العالم كله لحظة بلحظة». وتضيف «الفيلم باختصار لمصلحة الفلول، ولا يستحق أي علامة»، على حد تعبيرها.

الأمل

في نهاية الفيلم، وهي النهايات التي غالبا ما تكون سعيدة في معظم الأفلام العربية، لن يتم تفصيلها لإعطاء فرصة للقارئ بمشاهدة الفيلم والحكم عليه، لكن على ما يبدو أن المخرج أراد تطبيق ما قاله يوماً الراحل سعد الله ونوس «محكومون بالأمل» بإعطاء فرصة للآخر ليندمج مرة أخرى من خلال مسامحته، وهذا ما يعبر عنه صبحي فرغلي (24 عاماً) بأن «الفيلم مستفز، لكن فيه وجهة نظر تستحق التأني في الحكم عليه سلباً، وهي في النهاية أننا نعيش تحت سقف وطن واحد»، رافضاً إعطاء أي نتيجة له.

في المقابل يقول عصام داوود (39 عاماً) إن «مصر وطن واحد، ليس كل من فيها ملاكاً، لكن إذا واتتنا الفرصة بتغيير مسار إلى الأفضل، فهي كافية لإنشاء مجتمع مدني وحضاري».

ويضيف «انتقادي للفيلم بسبب الاساءة للمشهد العام للثورة، من خلال التركيز على سلوكيات غير مقبولة اجتماعياً، بدلاً من التركيز على الصورة العامة والهدف السامي للثورة»، مانحاً إياه ثلاث درجات.


حول الفيلم

أعلنت إدارة مهرجان أبوظبي السينمائي أن فيلم «بعد الموقعة» سيشارك في منافسة مع 16 فيلماً روائياً طويلاً على جائزة «اللؤلؤة السوداء».

حقق الفيلم 290 ألف جنيه مصري، بعد أول أسبوع عرض في مصر، ويحاول الفيلم الوصول إلى المليون الأول في ظل العرض لموسم غير سينمائي.

«بعد الموقعة» هو أول فيلم عربي يشترك في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي منذ عام 1997 (بعد غياب 15 عاماً) عندما شارك المخرج الراحل يوسف شاهين بفيلمه المصير، ولم يحصد الفيلم جوائز تذكر.

تم تصوير المشاهد في نزلة السمان وإحدى الشقق بالزمالك.

شارك في مشاهد الفيلم عدد كبير من أهالي نزلة السمان من دون اللجوء إلى كومبارس.

تم تغيير اسم الفيلم من «ريم ومحمود وفاطمة» إلى «بعد الموقعة».


كليك

فيلم بلا سيناريو

بدأ تصوير الفيلم من دون سيناريو بيد الممثلين الذين تحركوا أمام الكاميرا بناء على معرفة المخرج بالشخصيات من دون أن يكون لديهم أي تصور واضح لما سيحدث ولا طبيعة انفعالات الشخصيات ولا تاريخها، لأنه لم يكن هناك سيناريو معد مسبقاً للفيلم، فقد كان المخرج يتصل بهم بعد كل مشهد ينتهي من كتابته ليقرأوه. وحسب بطلة الفيلم منة شلبي «كنا نتعامل مع الفيلم وكأنه عدة أجزاء فلم يكن معنا سيناريو كامل إلا قبل انتهاء التصوير بثلاثة أيام».


أبطال الفيلم

باسم سمرة

ولـد عام ،1966 بدأ مسيرته الفنية بالاشتراك في الفيلم القصير «القاهرة منورة بأهلها» إخراج الراحل يوسف شاهين، ليختاره بعد ذلك المخرج يسري نصرالله ليشارك في فيلم «مرسيدس» مع يسرا، وزكي فطين عبدالوهاب. واستمر التعاون مع يسري نصرالله في فيلم «صبيان وبنات». ويظل بعده نحو خمس سنوات لا يعمل حتى عرض عليه دور البطولة في فيلم «المدينة» عام 2000 ليسري نصرالله ايضاً، وحصل على جائزة من مهرجان قرطاج. بداية من عام 2004 فتحت السينما ذراعيها له، بعد أن عمل مدرساً لفترة، ليشارك في أعمال عدة، منها «كليفتي»، و«باب الشمس»، و«عمارة يعقوبيان»، و«قبلات مسروقة»، وحصل سمرة عن دوره فيه على جائزة أحسن ممثل دور ثان في مهرجان الإسكندرية.

ناهد السباعي

ابنة المنتجة ناهد فريد شوقي والمخرج مدحت السباعي، وحفيدة الفنان الراحل فريد شوقي وهدى سلطان. نجحت ناهد السباعي في أن تخطو خطوات ثابتة في الحياة الفنية، حيث تميزت بأداء دورها في فيلم «احكي يا شهرزاد» ومسلسل «الحارة».

تخرجت ناهد في معهد السينما، وقدمت أربعة افلام قصيرة بالمعهد، وشاركت بفيلم «بصرة» من إخراج احمد رشوان، وتلقت دروساً بورشة الفنان محمد صبحي، ما ساعدها على تقدمها في التمثيل، وكان دورها المميز في فيلم «باص 678» بداية انطلاقها ممثلة محترفة.

فرح

ولدت عام ،1973 واسمها الحقيقي فيدرا أحمد علي، أردنية الجنسية، بدأت حياتها في أغنيات الفيديو كليب، ومصممة أزياء للإعلانات والأفلام، كما لمعت فتاة غلاف. وهي بالأساس مهندسة ديكور ومخرجة أفلام قصيرة. تزوجت بالمخرج الراحل سامح الباجوري الذي توفي بمرض السرطان، ثم تزوجت في عام 2004 بهادي الباجوري مخرج الكليبات في زواج لم يدم أكثر من عامين.

هي ممثلة، ومخرجة، وكاتبة، ومهندسة ديكور، ومنتجة، الى جانب بدايتها عارضة في نيويورك، حيث كانت تعيش وتدرس.


المخرج

يسري نصرالله

ولد يسري نصرالله عام 1952 ودرس الاقتصاد في جامعة القاهرة، ثم درس السينما في المعهد العالي للسينما في القاهرة سنة .1973 عمل ناقداً سينمائياً في صحيفة السفير اللبنانية، ومساعد مخرج في بيروت، كما عمل مساعد مخرج مع يوسف شاهين في فيلمي «وداعا يا بونابرت» و«حدوتة مصرية»، ومع فولكر شلوندرف في فيلم «المزيف»، ومع عمر أميرالاي في الفيلم التسجيلي «مصائب قوم». شارك مع يوسف شاهين في كتابة سيناريو «اسكندرية كمان وكمان» وفي إخراج «القاهرة منورة بأهلها». أخرج فيلمه الروائي الطويل الأول «سرقات صيفية» سنة ،1990 والثاني «مرسيدس» سنة ،1993 وبعدها «صبيان وبنات»، وفيلم «المدينـة»، وفيلم «بـاب الشمــس»، و«جنينة الاسماك».