مشاري العدواني ـ سد حلقك وكل من «……»!

إبان مرحلة المراهقة كان لدينا صديق مشاغب إذا لم يجد أحدا يتحرش به تحرش بخشمه! وعلى كثر تحرشه ووعيده وتهديداته فإن «بدر» لم أسمع أو يسمع أي من الأصدقاء في يوم من الأيام بأنه انتصر في أي «هوشة» مشاجرة دخل بها كله ماكلها على عينه! ومن سخريات الأقدار قد تكون الهوشة الوحيدة التي لم يخرج بها بدران لا غالب ولا مغلوب هي معي.. تشاجرت معه داخل سيارة واحد من الربع، ثم انتقلنا لضيق المكان إلى الرصيف لكن للأسف فرقونا المارة دون أن ينتصر أحدنا وهي الهوشة الوحيدة بحياة بدران التي لم يهزم بها!

بدران ذات يوم حاول التحرش بزميل لنا بالمدرسة في أحد المطاعم فقال له هذا الشاب جملة حتى اللحظة نضحك عليها: سد حلقك وكل من «……»!

 لم أتوقع بأن نصل في يوم من الأيام بأن تكون هذه الجملة هي شعار المرحلة في دولة الكويت! يا جماعة الخير القصة ليست قصة قانون الإعلام الموحد المراد إقراره والذي لم تتجرأ أنظمة جمهوريات الموز بالسنوات الأخيرة بالإتيان بمثيله! ولا الاتفاقية الخليجية البالية! ولا حتى أي قانون أو مجموعة قوانين قمعية يريدون فرضها على الشعب الكويتي!

القصة من الآخر بعض الشيوخ يريدون الانتقام من دستور عبدالله السالم الذي يعتبرونه قمعيا رجعيا متخلفا لهم! السالفة سالفة شيوخ لم يستطيعوا العمل بنور الدستور فاختاروا ظلام القمع! والسالفة بأنهم مؤمنون بأن عبدالله السالم خنقهم بهذا الدستور مع أنه – أي الدستور – هو بعد الله الذي حفظ حكم الصباح إبان أزمة الحكم الشهيرة عام 2006!

لا تتجمعوا ولا تقيموا الندوات ولا تسيروا بمسيرات ولا تفتحوا قنوات وصحف معارضة ولا تنقدوا أحكام القضاء ولا ولا ولا ولا.. كل اللاءات هي مقدمات حتمية للمشروع الأول لهم الذي فشل بالنور وهو إيقاف العمل بدستور عبدالله السالم فاختاروا تنفيذ خطتهم بوجود الدستور لكن بتجميده عبر سياسة «فرض الأمر القامع»! المصيبة بأنهم تناسوا أمرا مهما جدا معتقدين بأن تجميعهم لشوية أرقوزات وطبالة ومزامير تمنحهم الشرعية في الانقلاب على الدستور.. تناسوا بأن أكثر من 60 % من الشعب الكويتي شباب وشابات في جميع أنحاء العالم كسروا جميع القيود فهل شباب الكويت أقل من شباب العالم؟!

 

 

المصدر: جريدة عالم اليوم