ثلاثة وزراء للتربية خلال سنتين، الحجرف ثم المليفي وحاليا المدعج بالانابة، برأيي عجزوا كما عجزت ادارات التربية بأكملها بوكلائها ومديري مناطقها عن مجاراة عمل شاب كويتي مجتهد محب لوطنه ومخلص لوظيفته وبار بالتلاميذ بين يديه، هو
أ. معاذ طلال الشلال، مدرس مادة الكيمياء للمرحلة الثانوية.
أ. معاذ الشلال، وبعمل ابداعي حر ومجهود ذاتي ومن دون أي دعم، أنشأ قناة فيديو على اليوتيوب لتقديم دروس خاصة مجانية ومباشرة ومسجلة لتلاميذ المرحلة الثانوية في الكيمياء، وكانت النتيجة مذهلة تفوق توقعات الخاملين في وزارة التربية.
القناة افتتحت من نهاية 2012 اكملت خلال نهاية اختبارات هذا العام قبل اسبوع 3 فصول دراسية، وتحوي اكثر من 250 فيديو من تقديمه واعداده، تشرح مناهج المراحل الثانوية الاربع في مادة الكيمياء بطريقة مختصرة ومركزة وممتعة، لها اكثر من 6500 مشترك من تلاميذ وتلميذات الكويت ودول اخرى، مثل دول الخليج ومصر والجزائر والمغرب، ووصلت مشاهدات الفيديوهات المعروضة الى أكثر من مليون مشاهدة، وغدت سمعة استاذ معاذ بين تلاميذ الثانوية في الكويت اشهر من نار على علم، لكن وزارة التربية ربما لا تحب الناجحين من الكوادر الوطنية.
في عهد د. نايف الحجرف سعيت انا شخصيا لترتيب لقاء لمعاذ مع وزير التربية، وخاطبنا الوزارة رسميا بذلك، للاسف لم يجد الوزير خمس دقائق من وقته لا هو ولا الوكيل ولا الوكلاء المساعدون ولا مديرو المناطق ليقابلوا كويتيا مجتهدا في عمله، والسبب واضح ان أغلبهم مشغولون في الترضيات النيابية وحضور حفلات التخرج والتفوق وافتتاح المعارض.
في عهد المليفي قام معاذ مرات ومرات بمخاطبته في حسابه بتويتر، وعرض عليه مادته، لم يجد منه تقديرا مناسبا، ربما لان الوزير مشغول بمشاريع زراعة المدارس وبيع انتاجها في الصيف، وهو احد الاحلام التي نجينا منها ولم نغرق بها كما غرقنا في الفلاش ميموري الذي لم يحاسب عليه احد.
معاذ الشلال اغنى التلاميذ عن الدروس الخصوصية، ولو طبقت الوزارة فكرته في باقي المواد لاستطاعت تحطيم سوق الدروس الخصوصية، لكن التربية غالبا لا تريد ذلك (واسال عن المستفيد).
فيا معاذ بارك الله فيك، واصل ولا تتوقف، فيكفيك دعاء الامهات والآباء وآلاف التلاميذ على ما قمت به، واما التربية فلا تنتظر من ورائها شيئا، فقد غسلنا ايدينا منها منذ أمد بعيد، وكبرنا عليها أربعاً.. والله الموفق.