مبارك الدويلة ـ ودّي أتفاءل .. ولكن؟!

كم كنت أتمنى أن أجد للتفاؤل مكاناً في نفسي وانا أستمع الى خبر اجتماعات دول مجلس التعاون، خاصة بعد اتفاق الرياض الاخير الذي أزال أسباب الخلاف وأرجع السفراء الى الدوحة، وكم كنت أتمنى ان نسمي هذه القمة بقمة الشعوب الخليجية بسبب القرارات التي تصب كلها في مصلحة هذه الشعوب ومكتسباتها وتطلعاتها! لكن أنّى لي التفاؤل وأنا أشاهد وأستمع الى مجريات الامور في هذه الدول والتي لا تبشر بخير؟! اذا كانت الكويت، وهي التي تعتبر أكثر الدول الأعضاء انفتاحا على شعبها، بدأت تنحرف عن خط سيرها الذي عودتنا عليه، وبدأ هامش الحرية فيها يضيق على الناس، وربما بدأت تخضع لضغوط في المنطقة تحارب تطلعات الشعوب نحو الحرية والكرامة، ولعل أخطر ما تبنته بعض الاجهزة الرسمية هو التضييق على كل من ينتمي الى بعض التيارات الاسلامية، كما شاهدنا في منصب أحد الوكلاء وغيره، ولعل ما جرى ويجري في وزارة الاوقاف أكبر مثال على حجم التجاوز في الخصومة مع تيار اسلامي كان يوصف دائما بالاعتدال! فبالامس القريب نُقل أحد المديرين الذي كان المستحق الوحيد لتسلم منصب الوكيل المساعد الشاغر، واليوم تنشر الصحف خبر عدم التجديد لوكيل اخر تهمته أنه قريب من فكر هذا التيار المعتدل، علماً بأنه لم يكمل الثلاثين عاما في الخدمة! ولعل تصريحات الوزير عن جدوى الوسطية والعمل الخيري ربما تدل على خطورة الاجندة التي في جعبة معاليه! حتى صار الناس يتساءلون: هل بدأت الحرب من طرف واحد على هذا التيار وكل من ينتمي اليه؟! أم انها تمهيد لعملية انفتاح سلوكي غير منضبط يهدف الى تغريب الحياة العامة وطمس معالم التدين فيها؟! وهل حادثة القاتلة المنتقبة في احدى الدول الشقيقة، والتي تبين بعد ذلك انها مفبركة، هي البداية لهذا التغريب والخطوة الاولى لمحاربة النقاب؟!

ان اجتماع اليوم لدول الخليج يجعلني، كخليجي، أضع يدي على قلبي تحسبا من قرارات مفاجئة! وقد نشرت الصحف الصادرة بالامس اخبارا مفادها ان القمة ستقرر معاقبة كل من يدعم الارهاب (!!) أو يشجع عليه، وكلنا يعلم ان كلمة «الارهاب» كلمة تفسر حتى على تغريدة يغرد بها شاب عمره 16 سنة! وما جرى ويجري في بعض دول المنطقة من اعتقالات وتلفيق اتهامات وفبركة حوادث لدليل على ان المنطقة تتجه نحو الاسوأ!

نتمنى التفاؤل، لكن لا يمكن التفاؤل من وراء بعض حكومات المواطن فيها متهم حتى تثبت براءته!