سامي النصف ـ حساب الأعوام بين مهاتير وصدام !

لا يمكن تصور مدى تأثير الفرد الواحد على مصائر الدول والشعوب دون عمل مقارنة بسيطة لدول متقاربة المساحة والسكان كحال العراق (440 الف كم2 وما يقارب 30 مليون نسمة) وماليزيا (330 ألف كم2 وما يقارب 30 مليون نسمة) وما آل إليه حال البلدين تحت قيادتين حكمتا لنفس المدة اي منذ بداية الثمانينيات حتى عام 2003 ونعني بالطبع صدام حسين ومهاتير محمد.

***

والبلدان يحتويان على تنوع عرقي وديني ومذهبي، فالعراق يضم شيعة وسنة وعربا وأكرادا وأقليات مختلفة كالتركمان والمسيحيين والصابئة..إلخ، بينما تضم ماليزيا 3 أعراق و3 ديانات هي: الملايو والصينيون والهنود إضافة الى عدة أقليات عرقية ودينية خاصة في ولايتي صباح وسرواك، واللافت ان ماليزيا منحت سنغافورة استقلالها سلما وطواعية كوسيلة لتخفيف اشكال الداخل الماليزي، بينما غزا صدام قسرا وقهرا جارته الصغيرة الكويت كوسيلة لتخفيف اشكالات الداخل لديه..!

***

وقد قام مهاتير باستغلال التنوع العرقي والديني الماليزي لخلق حالة تنافس موجب بين الاطياف قائم على معادلة الربح ـ الربح اي استفادة الجميع من حالة الوئام الاجتماعي والسلام السياسي والازدهار الاقتصادي في البلد، بينما أجج صدام نيران الصراع داخل العراق بين الاعراق والمذاهب ومع الجيران فمن حرب الى حرب ومن قمع الى قمع مما نتج عنه معادلة خسارة ـ خسارة، حيث خسر الجميع مما يحدث وقد نتج عما سبق ان اصبح الناتج القومي لماليزيا يفوق بما يقارب 400% الناتج القومي للعراق، وقد قاربت ماليزيا ان تصبح دولة من دول العالم الأول، بينما اصبح العراق نتيجة للتدمير الذي أصابه في ذيل دول العالم الثالث.

***

آخر محطة: لم يشهد تاريخ المنطقة منذ عهد هولاكو أنظمة كالتي وصلت للحكم عن طريق الانقلابات العسكرية اعوام 68 و69 و70 على التوالي والتي جعلت جرائمهم بحق الأمة العربية هزيمة

67 تبدو وكأنها قرصة طفل صغير.