خلف الحربي ـ سحبة إيران على الحوثي

يمكن أن نسمي هذه السنة (سنة سحبة إيران على الحوثي)، فبعد أن رقص الإيرانيون ليلة دخول الحوثي إلى صنعاء وأعلنوا أنفسهم سادة للبحر الأحمر، صمتوا صمت القبور حين هبت عاصفة الحزم وبدوا وكأنهم لا يعرفون من هو الحوثي أصلا، وإذا حدث وقررت إيران أن ترد على عاصفة الحزم بطريقة أو بأخرى، فإنها لن ترسل أبناءها، بل سوف تضحي بعدد من أبناء لبنان والعراق، إنه درس جديد في الهواء الطلق لكل حلفاء إيران الذين لا يتعدون كونهم جسرا لأطماعها، في الوقت الذي لم تتخل المملكة عن نصرة حليف لها أو جار منذ عهد الملك المؤسس حتى يومنا هذا.

**

أي مبتلى بالحمى الطائفية، سنيا كان أم شيعيا، لا يمكنه أن يأخذنا معه في مرضه المزمن مهما ارتفع صوته، فعاصفة الحزم ليست ضد طائفة أو مذهب، بل هي تأتي تنفيذا لإرادة المجتمع الدولي من أجل إعادة السلطة الشرعية في اليمن، هي حرب يخوضها التحالف العربي تحت راية الشرعية الدولية التي حسمها قرار مجلس الأمن بخصوص اليمن، وكل كلام يتجاوز أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن هو مضيعة للوقت وتشويش متعمد على المهمة التي يضطلع بها التحالف العربي نيابة عن الأمم المتحدة.

**

قبل عاصفة الحزم كانت ثمة مخاوف كبيرة بأن يتحول عبدالملك الحوثي إلى حسن نصر الله اليمن، ولكن هبت العاصفة فتحول نصر الله إلى حوثي لبنان!.. كلما جاءه اتصال من طهران خرج من مخبئه يلوح في أفق الكاميرا بيديه الملطختين بدماء أبرياء سوريا، محاولا إقناعنا بأنه يتعاطف مع أبرياء اليمن !