«تيته رهيبة».. حفيد وجدة متسـلطة وجرعة كوميديا

الفيلم منحه مشاهدون علامة راوحت بين 6 و10 درجات

«تيته رهيبة».. حفيد وجدة متسـلطة وجرعة كوميديا

«تيته رهيبة».. حفيد وجدة متسـلطة وجرعة كوميديا
«تيته رهيبة».. حفيد وجدة متسـلطة وجرعة كوميديا

 

من جديد، يعود الممثل المصري محمد هنيدي، لينثر الضحكات في قاعات السينما، عبر أحدث أفلامه «تيته رهيبة»، الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية.

يحتوي الفيلم الذي أخرجه سامح عبدالعزيز، وتشارك في بطولته «سيدة المسرح العربي» سميحة أيوب، على جرعة كوميدية، حازت إعجاب مشاهدين التقتهم «الإمارات اليوم»، مشيرين إلى أن «تيته رهيبة» يعد «عودة ميمونة» لهنيدي إلى السينما بعد غياب نحو ثلاث سنوات، ومنحوا الفيلم علامة راوحت بين ست و10 درجات. يدور الفيلم الذي تشارك في بطولته «سيدة المسرح العربي» سميحة أيوب التي تعود بعد غياب طويل عن السينما، وباسم السمرة، وايمي سمير غانم، حول حكاية جدة متسلطة وعلاقتها بحفيدها، ويعالج ذلك بطريقة كوميدية، حافلة بالإسقاطات والعناصر الفنية الأخرى.

حب سريع

يظهر رؤوف (هنيدي) وهو يعيش مع جده حياة متوازنة، مع غياب جدته التي تعيش في ألمانيا، وفي تسارع للأحداث منذ المشاهد الأولى، يتوفى الجد وتصيب الحفيد حالة من الإنكار، يؤديها هنيدي بشكل كوميدي، فيه الكثير من الطرافة، الى أن تظهر فجأة زميلته في العمل (ايمي سمير غانم) وتنمو بينهما بشكل سريع علاقة حب، فتقرر الجدة (سميحة أيوب) أن تعود الى القاهرة، وهي التي يخاف منها رؤوف منذ صغره بسبب قسوة قلبها.

طبيعة الأفلام التي يمثلها هنيدي، حسب ياسين الريس (33 عاماً) تفتقر لمنطق السيناريو، مضيفاً «نحن نأتي لنضحك لا لنتتبع إخفاقات النص» في إشارة الى ظهور الجدة المفاجئ من دون تفسير لسبب غيابها، وقال «الفيلم أضحكني من صميم قلبي، وعودة هنيدي بعد كل هذا الغياب تستحق التقدير، ووصفه بنجم الكوميديا الأول»، مانحاً الفيلم العلامة الكاملة.

من جهتها، قالت زينة الساسي (41 عاماً) «جئت لأضحك وضحكت، فأنا شعرت بأنني في حاجة إلى الترفيه عن نفسي، وكان الفيلم جديراً بالمشاهدة» مانحة اياه 10 درجات.

وعبر محمد متولي (24 عاماً) عن سعادته لعودة هنيدي بهذا الشكل «فالفيلم كوميدي خالص، وأنصح بمشاهدته»، مانحاً اياه ثماني درجات.

بدوره، قالت ميثة علي (30 عاماً) «أحب أفلام هنيدي كثيراً، واستمتعت بوجود سميحة ايوب الى جانبه، وضحكت كثيراً»، مانحة اياه تسع درجات.

لكن المتتبع لأفلام محمد هنيدي يشعر بأنه استحضر شخصيات عدة قدمها سابقاً، لكن الشكل الذي ظهر فيه كان مختلفاً، فهو كان يقدم دور شاب الجامعة الصغير في السن مثل دوره في صعيدي في الجامعة الأميركية، ليظهر في هذا الفيلم أعزب تجاوز عمره الـ40 عاماً، لكن المفارقة ان فتاة صغيرة تقع في حبه، اضافة الى عشق هنيدي الظهور نجماً أوحد.

لا للتعاطف

تعود الجدة إلى وتيرتها نفسها من التسلط والرغبة في اذلال حفيدها الذي لم يجرؤ يوماً أن يحب فتاة في حياته، بسبب شدة غيرة جدته عليه، فتعود الجدة لتفاجأ بأنه أتم زواجه، وتبدأ ألاعيبها البعيدة كل البعد عن المثل القائل «ما أعز من الولد الا ولد الولد»، إذ تهين حفيدها أمام زوجته، وتتدخل في أمورهما الخاصة، فيقرر الحفيد أن يثور على جدته، ويلجأ إلى القانون ليفصل بينهما، ويقتسم الحفيد الشقة مع الجد كي لا تزعجه، في مشاهد مليئة بالكوميديا والضحك والمقالب الطفولية أحياناً.

لم تتعاطف مريم حسين (39 عاماً) مع الجدة أبداً «فهي قاسية القلب ومتسلطة، بل تكاد تكون مؤذية، وهي صفات بعيدة كل البعد عن الجدة في الواقع التي يلجأ لها الأحفاد كي تحميهم من قسوة ابائهم»، مانحة الفيلم ست درجات.

في المقابل، وصفت سارة ياغي (27 عاماً) الفيلم بأنه «كوميدي جداً، لكنه مجحف بحق صورة الجدة التي عادة تكون ملاذاً للأحفاد»، مانحة اياه ثماني درجات.

في مشهد مختلف عن المشاعر التي تظهر بها الجدة القاسية، تأتي أمام القاضي لتتحدث عن مكانة الحفيد ودرجة الحب له بأداء مسرحي، لا يتلاءم مع السينما. ولاحظ ايهاب صالح (30 عاماً) تناقضاً في شخصية الجدة، مضيفاً انها «جعلتني انقم على كل شبيهاتها، ولم أشعر بتعاطف معها، حتى في أدائها أمام القاضي»، مستدركاً أن قصة المحكمة كلها لا تتناسب وقيمنا التي توقر الجدات «ولا أصدق أن أحداً يجرجر جدته أمام المحاكم»، مانحاً الفيلم ست درجات.

إخفاق

عمر السيوف (30 عاماً) وهو مشاهد من متابعي «سينما دوت كوم» و«الإمارات اليوم» عبر موقعها الإلكتروني، اعتبر أن «سميحة ايوب لا تصلح للسينما والكوميديا بشكل خاص، إذ جاء أداؤها ثغرة في الفيلم، الا في مشهد المحكمة»، مضيفاً «لم اعجب بها في هذا الدور، واظن ان العديد من النجمات القديرات كن سيجدن الدور اكثر منها، لكن هذا لا يعني أنها أخفقت في دور الجدة».

وأضاف أن «أداء ايمى سمير غانم ضعيف جداً، نتيجة قدراتها التمثيلية المحدودة، اضافة الى انها أمام هنيدي الذي يسيطر على المشهد بشكل عام، والمفاجأة كانت مع الفنان باسم السمرة الذي ظهر لأول مرة تقريباً في دور كوميدي وأجاده فعلاً»، ووصف الفيلم بالمضحك والخفيف و«يستحق المشاهدة» مانحاً اياه ثماني درجات. في المقابل، قالت زهرة عربيني (29 عاماً) «سميحة ايوب كانت تمثل وكأنها على خشبة مسرح، فلم تتلاءم مع الكاميرا حتى في نظراتها، لكن رؤيتها جميلة وتستحق التقدير»، مانحة الفيلم تسع درجات.


حرف الراء

كشف الفنان محمد هنيدي أنه واجه صعوبة شديدة في استعادة نطق حرف الراء بعد انتهاء تصوير فيلمه «تيته رهيبة»، الذي يقوم فيه بدور رؤوف الألثغ.

وأكد، حسب موقع «ام بي سي»، أنه انتابته حالة من القلق وهو ما أرجعه لسببين أولهما ابتعاده عن السينما منذ ثلاث سنوات لدرجة أنه شعر كأنه يمثل لأول مرة، أما السبب الثاني فأرجعه إلى قصر الفترة التي تفصل بين موسمي عيدي الفطر والأضحى، وهو ما كان يهدد بعدم تحقيق الفيلم الإيرادات المطلوبة. وأضاف هنيدي «حالة التخوف بداخلي زالت في أولى ليالي عرض الفيلم بعد أن دخلت دار سينما القاهرة وجلست متخفياً في أحد المقاعد الخلفية وجدت الصالة ممتلئة عن آخرها فهذا امر طمأن قلبي بشدة، علاوة على رضا الجمهور وقتها عن مضمون الفيلم نفسه والرسالة التي يقدمها».

وبشأن الاتهام الذي وجهه البعض للفيلم بأنه يحاول اصلاح وتجميل صورة الشرطة المصرية بعد أحداث الثورة رد هنيدي مندهشاً: «لا اعتبر هذا اتهاماً بقدر ما أننا حاولنا صناعاً للفيلم أن نظهر مدى التحول الإيجابي الذي حدث لرجال الشرطة بعد الثورة»


حول الفيلم

يسجل الفيلم عودة لسيدة المسرح العربي سميحة أيوب إلى السينما بعد انقطاع دام لفترة تخطت 40 عاماً.

يعد الفيلم ثاني تعاون يجمع بين هنيدي والمخرج سامح عبدالعزيز والسيناريست يوسف معاطي بعد فيلم «مبروك رمضان أبوالعلمين حمودة».


المخرج

سامح عبدالعزيز

حصل على بكالوريوس المعهد العالي للسينما قسم مونتاج عام ،1996 بدأ مخرج برامج في التلفزيون المصري، ومنه إلى قناة دريم، حيث اخرج حلقات لبرنامج هالة سرحان اثناء رئاستها القناة، ثم انتقل معها إلى روتانا، كما أخرج العديد من أغاني الفيديو كليب.

أما أول أعماله السينمائية فكان «درس خصوصي» الذي قام ببطولته محمد عطية.


أبطال الفيلم

سميحة أيوب

ولدت سميحة أيوب عام 1932 في منطقة شبرا الخيمة، وتلقت تعليمها في مدرسة الراهبات. وهي ممثلة مسرح في المقام الأول، تخرجت في معهد التمثيل عام 1952 وتتلمذت على يد زكي طليمات، لمعت بعد دورها في المسلسل الإذاعي «سمارة».

من مسرحياتها «البخيل»، و«كسبنا البريمو» ، و«كوبري الناموس»، و«سكة السلامة»، و«دائرة الطباشير»، و«العمر لحظة»، و«الخديوي». انضمت الى المسرح القومي، وصارت مديرة له مرتين في الفترة من 1975 إلى ،1985 كما تولت إدارة المسرح الحديث مرتين. لم يكن ظهورها في السينما بالقوة نفسها التي ظهرت بها على خشبه المسرح.

محمد هنيدي

ولد عام 1965 في الجيزة، حصل على بكالوريوس معهد السينما عام .1991 بدأ مسيرته الفنية بأدوار صغيرة في مسرحية «دكتور زعتر» وفي مسلسل «عالأصل دور» و«العرضحالجي» وفي مسلسل «البخيل وانا»، ومن اشهر مسرحياته بعد ذلك «الابندا»، و«حزمني يا»، و«المهزلة الأرضية».

ما لبثت السينما أن اجتذبته، وحقق نجاحاً كبيراً في فيلميه «اسماعيلية رايح جاي»، و«صعيدي في الجامعة الأمريكية» ولفت الأنظار بشدة في نهاية التسعينات من القرن الماضي. واستطاع من خلال دور صغير في «بخيت وعديلة» ان يؤكد موهبته كوميدياً، وما لبث ان صار نجماً تحقق أفلامه أعلى الإيرادات.

باسم سمرة

ولد باسم سمرة عام ،1966 بدأ مسيرته الفنية بالاشتراك في الفيلم القصير «القاهرة منورة بأهلها» اخراج الراحل يوسف شاهين، ليختاره بعد ذلك المخرج يسري نصرالله ليشارك في فيلم «مرسيدس» مع يسرا، وزكي فطين عبدالوهاب. واستمر التعاون مع يسري نصرالله في فيلم «صبيان وبنات». ويظل بعده قرابة خمس سنوات لا يعمل حتى عرض عليه دور البطولة في فيلم «المدينة» عام 2000 ليسري نصرالله ايضا، وحصل على جائزة من مهرجان قرطاج. بداية من عام 2004 فتحت السينما ذراعيها له، بعد أن عمل مدرساً لفترة، ليشارك في اعمال عدة، منها «كليفتي»، و«باب الشمس»، و«عمارة يعقوبيان»، و«قبلات مسروقة» وحصل سمرة عن دوره فيه على جائزة أحسن ممثل دور ثان في مهرجان الإسكندرية. واستمر نجاح سمرة في أفلام «الفرح»، و«ابراهيم الأبيض»، و«بصرة» وهو الفيلم الذي حصل عن دوره فيه على جائزة أحسن ممثل في مهرجان روتردام. وشارك في العديد من المسلسلات.


كليك

قالت الفنانة سميحة أيوب إن دور الجدة المتسلطة الذي جسدته في فيلم «تيته رهيبة» رسالة للأمهات والجدات بعدم الشدة في تربية الأبناء، واتباع طريقة وسطية. وأضافت أنها عندما تشاهد نفسها في الدور تتعلم الأخطاء التي تقع فيها الأمهات في تربية الأبناء، إذ تفرض آراءها على كل كبيرة وصغيرة في حياة حفيدها حتى تفاصيل علاقته بزوجته حتى ينفجر الحفيد من شدة الضغط عليه.

وأوضحت أن الجيل الجديد يحتاج إلى معاملة خاصة، وطرق تريبة مختلفة تماماً عن الماضي، فعلى سبيل المثال كان الأبناء قبل نحو أربعة أو خمسة عقود يهابون الأب كثيراً بدرجة تجعلهم في بعض الأحيان غير قادرين على طلب أي شيء منه بشكل مباشر، ويطلبون من الأم لكن الآن نجد الأبناء في منتهى الجرأة، وتجدهم يدخلون في نقاشات جدلية وحادة مع الآباء والأمهات.

وأشارت أيوب إلى أنها رحبت بالدور كثيراً لأنها وجدت فيه رسالة تربوية ممزوجة بالكوميديا، وليس مجرد عمل يثير ضحك المشاهدين فقط بلا رسالة، مؤكدة أنها توقعت نجاح العمل منذ أن قرأت السيناريو في المرة الأولى ما دفعها إلى اتخاذ قرار بإنهاء مقاطعة السينما الذي استمر نحو 17 عاماً.