“تسعيني” يرافق صديقه “الثمانيني” بالمستشفى بعد رعايته 79 عاماً

"تسعيني" يرافق صديقه "الثمانيني" بمستشفى القريع بعد رعايته 79 عاماً

تجلت أروع القيم الإنسانية لدى مسن في التسعينات من عمره، وهو يرعى مسناً آخر يصغره بخمس سنوات, بعد أن تولى رعايته منذ أن كان في العاشرة من عمره, وشاءت الأقدار أن يُسقط المرض المسن “الأصغر” ويرافقه في المستشفى مستكملاً رعايته بعد أن تلازما سوياً لأكثر من 75 عاماً.
 
ويرقد المسن إبراهيم بن محمد مسفر المالكي (89 عاماً)، في مستشفى القريع بني مالك جنوب محافظة الطائف, ويعاني من أمراض الشيخوخة, فيما يرافقه مسن آخر أبى إلا أن يكون معه، وهو سعيد بن هريش المالكي (94 عاماً), حيث لازمه لأكثر من 75 عاماً وهو يرعاه بعد أن اختل عقل الأول، إثر حادثة سقوط أثرت عليه, وظل في رعاية الثاني، ولم يفارقه حتى في مرضه.
 
وتعود القصة إلى سقوط “إبراهيم المالكي” وهو في العاشرة من عمره، في بئر سببت له ارتجاجاً في المخ أثر على عقله, حيث لم يجد في ذلك الوقت من يرعاه، وذلك قبل 79 عاماً, حينها أقام في قرية بعيدة عن قريته، وتحديداً لدى قريش الحسناء بني مالك جنوب الطائف, في رعاية “سعيد بن هريش المالكي”، الذي كان يكبره في السن بخمس سنوات تقريباً, وأصبح ليس له أحد بعد الله سبحانه وتعالى، سوى هذا الشخص, حيث تولى رعايته منذ ذلك الوقت وحتى الآن، بعد أن أصبحا سوياً يحتاجان لرعاية متكاملة, كان الثاني قد رافق الأول رفيق دربه في مستشفى القريع بني مالك جنوب الطائف, حيث نوم بسبب أمراض الشيخوخة, وأبى الثاني إلا أن يلازمه ولا يفارقه في مرضه, مواصلاً رعايته وتسجيل موقفاً إنسانياً ما زال ينضح منذ 79 عاماً, والدموع تنهمر من عينه على رفيقه، وهو يراه طريح فراش المرض.
 
ووجّه مدير مستشفى القريع بني مالك رشيد بن مساعد المالكي، أثناء جولته بقسم التنويم، بإدراج اسم المريض، ضمن المرضى المسجلين لدى الزيارات الطبية المنزلية الدائمة دون أن يبقيا بالمستشفى, وأن توفر لهما الرعاية الكاملة، فهل ستسعى وزارة الشؤون الاجتماعية لرعايتهما وإكمال تلك المسيرة الإنسانية؟.
 
المصدر: صحيفة سبق