المحامي خالد الدلماني ـ قرار متناقض

قرار متناقض

ان التعليم أحد الأركان المحورية في تحقيق التنمية التي تدعو لها القيادة السياسية العليا ممثلة بسيدي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح ومرتكز هام في تطوير مهارات ومعارف رأس المال البشري ويجب ان يخضع التعليم بكل مراحلة تحت اشراف الدولة للحفاظ على القيم الإيجابية والمهارات المكتسبة للتطور بالعمل والمقدره على الإنجاز ورفع المستوى الوظيفي .

وبعد فشل وزارة التعليم العالي بدورها في ابتعاث الطلبة الجامعين المتفوقين للخارج لاستكمال دراستهم العليا او مساعدتهم لإستكمال دراستهم على نفقتهم الخاصة وتسهيل امورهم .

تأتي وزارة التعليم العالي وتأكد هذا الفشل وتصدر قرارات تقضي بحرمان خريجي الجامعات من استكمال تعليمهم حتى عندما يكون على نفقتهم الخاصه متشاركة مع الهيئة العامة للقوى العاملة التي لا تسمح لموظفين القطاع الخاص بالدراسة بجميع مراحلها وتخصصاتها إلا وفق شروط تعجيزية وعند مخالفة هذه الشروط يكون الجزاء المطالبة بجميع الرواتب وكأنها اثراء بلا سبب او اختلاس اموال عامة .

فقرار وزير التعليم العالي د بدر العيسى بوقف دراسة الحقوق بجميع مراحله مدة ٤ سنوات  بجمهورية مصر العربية والمملكة الاردنية الهاشمية وبعيدا عن المستوى التعليمي للجامعات نستخلص منه عدة تناقضات تدل على ان هذا القرار معاق !

التناقض الأول : تناقض الوزارة مع نفسها حيث انها اولا تبتعث خريجي الثانوية العامة لدراسة تخصص الحقوق بمرحلة البكالوريوس رغم ادعائها انه لا حاجة لهذا التخصص ,

ثانياً انها لازالت تعين غير الكويتيين للعمل باداراتها القانونيه بوظائف قانونية رغم أن من شروط التعيين والإستمرار بالعمل أن لا تتوافر هذه التخصصات بالعمالة الوطنية والتي ادعو انها متوفره ولا حاجة لدراسة هذا التخصص وينسحب هذا على باقي الوزارات والهيئات والمؤسسات .

التناقض الثاني : نجد ان القرار يناقض سببه والسبب ركن من أركان القرار الإداري ويجب أن يكون السبب صحيح ليصح القرار ويقضي السبب ان الدولة لا تستطيع إستيعاب خريجي هذا التخصص وإدخالهم بسوق العمل ولكن نجد أن القرار منع دراسة الماجستير والدكتوراه وبهذا فهو يمس شريحة كبيرة من الموظفين والذين لا يبحثون عن العمل بل العكس صحيح فالدراسة المتعمقة بالقانون تنصب بمصلحة العمل سواء كانو محامين أو موظفين قانونيين .

بالنهاية اشكر السادة الزملاء المحامين على رفع الدعاوي لإلغاء القرار ونحن ننام في حراسة القضاء وعينه البصيرة على الناس وعلى إيمان انه يحكم بالعدل وينصف المظلوم .