الكاتب السعودي جاسر الجاسر ـ رسالة المرشد بخصوص مبارك الدويلة

الحمد لله الذي مَنَّ علينا بحمده وأسكننا السجن كما فعل بيوسف عبده، وإن لم يذكر أحد سنواتنا السمان فلقد قضى الزمن بسرعته وعجلته فجعلها سنة واحدة عجيفة لا ضرع لها ولا حليب بحكم هيمنة الفرنجة وخذلانهم وصعوبة فهم رطانتهم.

أما بعد،

بلغني من خاصتي وناقلي رسائلي أن «الدويلة» ظهرت، فقلت سبحان الله لقد تمزق الإسلام السني الأصيل قبل أن يركز رايته، فلم نكد نسلم من تنظيم «الدولة الإسلامية» حتى نشأت «الدويلة»، ثم علمت من صحبي أن الدويلة ليست تنظيماً من نتاج جهدنا، إنما هو شخص كويتي يزعم أنه من «الإخوان»، علماً أن آخر كويتي نعرفه، رسمياً، كان عبدالله النفيسي قبل تمرده على الأصل وانضمامه للفرع المسمى «القاعدة». نتفق أن قيمة الخليج في تمويله، أما القيادة فهي لنا، فمنّا الزعيم حسن البنّا، ومنّا المهدي الغائب/الحي سيد قطب، ومنّا المبعوث الدائم إلى الخليج يوسف القرضاوي.

تبيّن لي بعد التفحص والتمحيص واستشارة عقلاء الجماعة وخبرائها ومنهم أحمد منصور ورئيس تحرير مجلة «المجتمع» وقائد حركة «الإصلاح» في الكويت، أن «الدويلة» ليس تنظيماً متمرداً، وإنما هو كادر يفوق في إيمانه المرحوم محمد قطب، وأنه هاجم ولي عهد الإمارات محمد بن زايد ووصفه بعدو «الإسلام السني».

بدءاً أقول الحمد لله الذي جعلنا ركن الإسلام وأصله ومنتهاه، إذ جئنا في زمن جاهلية طاغية، فكأننا بعث جديد وإن لم يكن منا نبي ولم يصلنا قرآن، فاستعنا بالله وفهمنا الرباني، فأنشأنا فقه الواقع وأصول التدبر، وزرعنا الأناشيد ثم اكتسبنا معنى التقية والمداورة نصرة للإسلام، كما فهمناه واستوعبناه من شيخ الإسلام حسن البنّا الذي صنع صورة جديدة للإسلام حتى قلنا بلسان واحد:

إن للإخوان صرحاً كل ما فيه حسن

لا تسلني من بناه إنه البنّا حسن

نشير إلى جودة جهدنا وحسن عملنا إلى درجة أن المدعو مبارك الدويلة الكويتي الجنسية الذي لم نعرفه ولم نلتق به أبداً كان أكثر شراسة منّا في الطعن في الإمارات بشجاعة فريدة، وتتبعها بالضرورة السعودية بصورة وصلت إلى تصنيفهما أنهما أعداء للإسلام السني، فهو جعل السنة أصلها الإخوان ثم صنّف كل من يعاديها بأنه عدو للسنة وإسلامها كما نقرّه ونفهمه.

لقد شاهدت لقاء الدويلة فوجدت قوله يشبهنا وإن كان لبسه مغايراً فلا ضير فيه، فهو اقتداء وتقليد للعلامة يوسف القرضاوي الذي ارتدى أثواب الأعراب حين سكن بينهم. ولأنه لا يجوز أن يكون الأعراب ضمن مجلس شورى الجماعة إلا أن الزمن دوار والأحوال متبدلة وها أنا في السجن بعد إن كنت أعامل مثل رؤساء الدول، ولعلكم أحبتي تستذكرون دورنا في حرب الخليج المسماة غزو العراق على الكويت حين استقبلنا الملوك والشيوخ طلباً لدعمنا ومساندتنا، فأعطينا كل طرف بعض ما يرضيه حتى لا نخسر المنتصر منهما.

إن المدعو مبارك الدويلة أحرق حظوظنا الأخيرة، وربما يتسبب في ثورة حضننا الدافئ الكويت، فتصنفنا ضمن الجماعات المحظورة، لذلك أدعو مجلس الشورى لاستنكار مقولات المدعو «الدويلة» وتعيين الأخ المهندس مبارك الدويلة عضواً عاملاً من دون نشر القرار حتى لا تهب علينا عواصف الخليج الساخنة والعنيفة.

والله الهادي لنا بفضل المؤسس وعناية الشهيد وتمويل الأتباع من غير أهل هذه الأرض والسلام عليكم.