أسباب ضغف جهاز المناعة والاصابة بالخلايا السرطانية

أسباب ضغف جهاز المناعة والاصابة بالخلايا السرطانية
أسباب ضغف جهاز المناعة والاصابة بالخلايا السرطانية

هناك مجموعة من الخلايا ضمن مكونات وأسلحة الجهاز المناعى وتعتبر خلايا متخصصة مهمتها القضاء على الخلايا السرطانية والخلايا التى هاجمتها الفيروسات واستقرت بداخلها و تسمى بالخلايا القاتلة الطبيعية (Natural Killer Cells) وتقوم هذه الخلايا بمهمتها عندما يكون الجهاز المناعى قويا ويفرز المواد المناعية الأخرى التى تساعد هذه الخلايا على النضوج والقيام بمهمتها فى تحجيم الخلايا السرطانية فى بداية انتشارها مثل مواد انترلوكين – والانترفيرون وغيرها.

الطفرات الجينية تحول الخلايا العادية إلي سرطانية تنتشر في حالة ضعف جهاز المناعة

وعندما يضعف جهاز المناعة نتيجة للعدوى أو الوراثة أو التلوث البيئى أو الأسباب الأخرى العديدة التى تضعف جهاز المناعة فإنه يفشل فى التصدى لهذه الخلايا السرطانية التى كانت إلى وقت قريب خلايا طبيعية ولكنها توحشت بعد حدوث طفرات أو تغييرات فى تركيبها الجينى، وفى ترتيب الأحماض النووية فى نواتها وفى سر الكون الموجود بها وهو الحامض النووى دى إن أيه.

لماذا وكيف تتحول الخلية الطبيعية فى جسم الإنسان والتى تنقسم انقساما طبيعيا إلى خليتين تحملان نفس عدد الكروموسومات فى الخلية الأصلية إلى خلية سرطانية متوحشة لا تحمل نفس التركيب الجينى للخلية الأصلية ولا تنقسم بانتظام وإنما تنقسم بصورة عشوائية متوحشة ؟

وإجابة هذا السؤال بدأت بالأبحاث التى أجريت فى عام 1970 فى جامعة كاليفورنيا والتى بدأها العالمان “مايكل بيشوب” و”هارولد فيروماس” على أحد الفيروسات المسببة للسرطان، حيث تبين وجود جين وراثى حدثت به طفرة أدت إلى حدوث أو ظهور الورم السرطانى وفى خلال الربع قرن الماضى أصبحت الصورة أوضح وأشمل، حيث يمكن تلخيص الإجابة عن عن السؤال فى الآتى:

1- جينات مسرطنة “بنزين الورم الخبيث”

وقد تم اكتشاف مائة جين منها حتى الآن بسبب حدوث الطفرات بأحدها الإصابة بالورم ويختلف مكان الجين ونوعه باختلاف نوع الورم ومكانة وهذه الجينات وجودها بشكل طبيعى أساسى لحدوث الانقسام الطبيعى للخلية ونسخ الحامض النووى بطريقة سليمة وبترتيب مطابق لترتيب الخلية الأصلية وعند حدوث طفرات فى هذه الجينات فإن هذه الجينات تكون بمثابة البنزين الذى تدوس عليه فتسير السيارة “الورم” بسرعة فى الاتجاه الخاطئ الذى أحدثته هذه الطفرات ولكن بشرط واحد وهو ألا تكون الفرامل فى حالة تشغيل وتعتبر الجينات المثبطة للأورام هى التى تلعب الدور الآخر فى تكوين الأورام السرطانية.

2- جينات مثبطة للأورام “فرامل الورم الخبيث”

وقد تم اكتشاف 12 نوعا منها حتى الآن إذا تواجدت بشكل طبيعى فإنها تكون بمثابة الفرامل للخلايا والأورام السرطانية أما إذا حدث بها أى تغيير فى ترتيب الأحماض الأمينية أو طفرات فإن الفرامل تلغى ويصبح نمو الورم دون أى فرامل تحجمه أو توقفه، خاصة أنه فى نفس الوقت لابد أن يصاحب إلغاء الفرامل الضغط على البنزين من خلال طفرة أخرى تحدث فى الجينات المسرطنة.

3 – أسطول إلهى لصيانة سر الكون:

كان العلماء حتى شهور قليلة يركزون بحثهم على الجين المعيوب الذى أدى إلى حدوث المرض وبالفعل توصلوا إلى العديد من هذه الجينات وحاولوا إصلاح ترتيب الأحماض الأمينية بها من خلال الهندسة الوراثية، وبالتالى علاج بعض الأمراض الوراثية إلا أن الثورة العلمية التى حدثت فى نهاية العام الماضى كانت فى اكتشاف أنزيم معين يسمى “D.N.A Repair Enzymes”

 

وهذه الأنزيمات هى عبارة عن أسطول الصيانة الإلهى الذى اكتشفه العلماء والذى يذهب إلى الحامض النووى أو سر الكون مع كل عملية نسخ وانقسام تحدث فى أى مكان فى الجسم ليتأكد من عدم حدوث أى خطا فى عملية النسخ وإذا اكتشف وجود أى عيب أو خطا فإنه يبادر بإصلاحه فورا حتى أنه يستطيع نسخ ومراجعة ثلاثة مليارات نسخة من قواعد الأحماض الأمينية دون حدوث أى خطاء لكى تظل صنعة الله فى أحسن تقويم.

والسؤال إذن لماذا تحدث الأمراض والخطأ فى انقسام الخلية الذى يؤدى إلى حدوث الأورام السرطانية مادام هذا الأسطول متواجدا ويؤدى وظيفته؟

والإجابة: الخطأ الذى يحدث من صنع الإنسان فهذا الأسطول للصيانة له مقدرة معينة وطاقة محدودة وهذا بالطبع ما يحدث عند تعرض الإنسان للمواد المسرطنة المختلفة وملوثات البيئة والأدوية وأدوات التكنولوجيا الحديثة وغيرها والتى تحمل هذا الأسطول ما فوق طاقته فتكثر الأخطاء فى عملية نسخ سر الكون وتزداد الأمراض والأورام ويدفع الإنسان ثمن عبثه بقوانين الصيانة الإلهية .